
فعلتها ابنة العشرين ربيعًا وجمعت من لم يستطع كل سياسيي لبنان ان يفعلوه، نعم، فعلتها كريستا ماريا وجمعت حول موهبتها الاستثنائية حشد كبير تخطّى الخمسمائة شخص، غنوا معها، تمايلوا على انغام عزفها على البيانو، تفاعلوا تصفيقاً وغناءً تاركين هموم السياسة والشأن العام والاعمال والحياة بعيدًا، ليسافروا عبر عذوبة صوتها ولطافتها الى بلدها لبنان الذي عرفته جميلًا بعيون اهلها وعاشته مجروحًا قبل ان تهجره منذ أكثر من خمس سنوات.
شهد مسرح Marcellin Champagnat في لافال ثورة حقيقية، ثورة من نوع جديد، بطلتها تلك الشابة التي حملت بصوتها الملائكي كل عناوين الفرح والسلام وبأناملها البريئة كل معاني القوة والاتحاد هي التي غنّت بلادها على طريقتها فقدمت للحضور الذين تقدمهم سياسيون وممثلو احزاب لبنانيون وكنديون ورجال اعمال ومحبّو صوتها وعزفها الذي جمع ما بين الغربي والشرقي، باقات غنائية رسمتها لوحدها على البيانو مستمدّة من دراستها الموسيقية وشغفها بالتأليف والتوزيع الموسيقي قوة لايصال رسائلها الفنية لجمهور متعطّش للفن الحقيقي الذي بات اليوم عملة نادرة في عالم الذكاء الاصطناعي والاعمال الفنية التجارية.
حضر الحفل النائبة في البرلمان الكندي آني كوتراكيس، النائبتان في البرلمان الكيبيكي أليس بو خليل وصونا لاكويان أوليفييه، ممثلو قنصل لبنان العام، القنصل التونسي كمال مكاس، راعي ابرشية كندا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميلاد الجاويش، رئيس بلدية لافال ستيفان بواييه ممثلا بعضو البلدية ساندرا الحلو، رئيس بلدية سان لوران آلان دو سوزا وعضو بلديتها عارف سالم، أعضاء بلدية بيارفون CATHERINE CLEMENT TALBOT, BENOIT LANGEVIN, LOUISE LEROUX, CHAHI TARAKJIAN، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية، الكتائب اللبنانية برئاسة جاكلين طنوس، القوات اللبنانية برئاسة نائب رئيس فرع مونتريال بشير نادر، هيئة كولكو في التيار الوطني الحر برئاسة منسق كندا طوني مناسا، رئيس نادي زحلة شارل ابو خاطر واعضاء، ممثلون عن جمعيات ومؤسسات لبنانية وكندية.
كما حضر الفنان العالمي Corneille ووفد من شركته Maison Kanda التي انضمت الى صفوفها الشابة الواعدة بعيد برنامج LA VOIX وقدمت له ساندرا الحلو التي قالت: “نجتمع اليوم لنحتفل بنجمة شابة، وُلدت في زحلة، لبنان، وتمكّنت من أن تأسر قلوبنا بصوتها الآسر وأصالتها المؤثرة.
كريستا ماريا، التي وصلت إلى نصف نهائيات برنامج La Voix، لم تكتفِ بكونها فنانة فحسب، بل سرعان ما أصبحت رمزًا للأمل والصمود، ومنارةً للوعد والطموح بالنسبة إلينا جميعًا.
وقد سررت بأن أدعوها لتوقيع السجل الذهبي لمدينة لافال، تكريمًا لنجاحها، ودعمًا لهذه الشابة التي حلمت كبيرًا، وأصبحت مصدر إلهام للعديد من الشبان والشابات كي يسيروا على خطاها.
كريستا ماريا تجسّد هذا الحلم الجريء، وفي عالم غالبًا ما يلفّه الظلام والاضطراب، تلمع كريستا ببريق نادر.
كل نغمة تغنيها هي جزء من روحها، من حكايتها، صدى نابض لنضالاتها، وأفراحها، وتطلّعاتها، وحقيقة هويتها.
وهي تذكّرنا بأنّ الموسيقى ليست مجرّد فن، بل لغة تجمعنا، وجسر يتجاوز اختلافاتنا، ويحتفي بروعة التنوّع الذي يشكّلنا.
وهذا المساء، ستشارك حلمها مع أكثر من 500 شخص، مستعدّين للسفر معها على وقع سحر صوتها.
فلنستقبل الآن، من دون تأخير، هذه السفيرة لأرزة لبنان، التي نفخر بها جميعًا، والتي تحمل إرث أجدادها بكل محبة واعتزاز.”
بعدها، وكفراشة حالمة، أطلّت كريستا ماريا بفستانها الطويل، لتبدأ حفلها على وقع التصفيق الحار ومع اول أغنية قدمتها على البيانو من ألحانها ومن كلمات الفنان Corneille هتف الجمهور واندهش فـ HIER ET DEMAIN هي باكورة أعمالها غنّتها باللغتين الفرنسية والعربية حيث كتب كلماتها الشاعر طوني ابي كرم، قبل ان تبدع في توزيع الاغاني المتنوعة التي اختارتها منها، Adieu mon Pays مع نسّم علينا الهوا، La boheme، و VOILA التي قدمتها مع استاذها ROUSSEAU فكانت تحفة فنية رائعة قبل ان تأخذنا الى بيروت الحلم مع اغنية “لبيروت” التي مزجتها مع Derniere Danse، اما أغنية Je t’aime، فكان لها وقعها الخاص في قلوب الحاضرين لاسيما وانها أدّتها وهي تعزف بمهارتها المعتادة على البيانو قبل ان تحوّل الحفل الى ساحة للفرح مع الميدليه الفيروزي والذي رافقها فيه فرقة الارز بقيادة طوني يزبك التي حضرت خصيصًا من اوتاوا للمشارة في الحفل الموسيقي الذي اعتبرته الجالية متنوعًا، فريدًا واستثنائيًا بما حمل.
ولم تكتفِ كريستا ماريا بالغناء والعزف بل عرفت كيف تقدم طلابها الى الجمهور فكانت اغنية Laissez Moi Danser خير من خبّر عن الفرح الذي عاشه الجمهور الذي أبكته على قدر ابتسامته لحظة غنت لأمها “ست الحبايب” كعربون وفاء وشكر فتحوّل المسرح إلى مشهد إنساني مؤثر خطف أنفاس الحضور، في لحظة ستبقى محفورة في القلوب قبل الذاكرة.
ساعة ونصف الساعة مرّت كالحلم، الجمهور في حيرة، يريد المزيد، وهي في حيرة اكبر أتغادر مسرحها الذي احتضن عالمها المليء بالفرح والاحساس والتفوق على الذات أم تبقى لتنثر مزيدًا من سحر صوتها وتُطيل لحظة اللقاء التي طال انتظارها؟
ساعة ونصف الساعة، لم تكن كافية لاحتواء كل هذا الشغف، كل هذا العطاء، وكل هذا الحب المتبادل بينها وبين جمهور أصبح جزءًا من رحلتها…
لقد غنّت من القلب، فلامست القلوب، ورسمت في الأذهان لوحة من الفن الراقي، عنوانها: كريستا ماريا، صوت الحلم اللبناني في ديار الاغتراب.


