بينما تتأرجح الساحة الفنية بين الحداثة والتجريب، تستعد بيروت لاحتضان النسخة الثامنة من مهرجان “الزمن الجميل”، الذي يأتي كل عام كفسحة من الحنين، وموعد ثابت مع الأصالة. هذا الحدث لم يعد مجرد مهرجان، بل تحوّل إلى حالة وجدانية تُحيي الذاكرة الفنية الجماعية، وتمنح الكبار ما يستحقونه من وفاء وتقدير.
خلف هذا المشروع الاستثنائي، يقف الدكتور هراتش ساغبازاريان، الذي بات اسمه رديفًا للوفاء الفني. فكما يعيد النضارة إلى الوجوه في عيادته، يعيد عبر مهرجان “الزمن الجميل” البريق إلى وجوهٍ غيّبها الزمن عن الأضواء. إنه الطبيب الذي لم يكتفِ بمداواة الجمال الخارجي، بل اختار أن يرمم الذاكرة الفنية العربية، ويعيد لأسمائها اللامعة بعضًا من وهجها المستحق.
يمتاز المهرجان برؤية لا تكتفي بالتكريم الرمزي، بل تتعداه إلى مبادرة إنسانية مكتملة الأركان. فهو منصّة للإضاءة على فنانين صنعوا مجد الأغنية والمسرح والدراما، وتركوا في ذاكرة الشعوب إرثًا لا يُقدّر بثمن.
وفي تفاصيل هذا العام ستقدم الحفل النجمة كارمن لبس، كما سيقدم الفنان غسان صليبا عرضا فنيا خاصا يستعرض فيه أبرز محطاته المسرحية والغنائية. مع الإشارة الى أن النجم رجا بدر وصل الى بيروت يوم أمس لتكريمه في المهرجان.
في كل دورة من مهرجان “الزمن الجميل”، تُكتب فصول جديدة في كتاب الوفاء الفني. فهنا، لا تُقاس النجومية بعدد المشاهدات، بل بمدى تأثير الصوت، أو المشهد، أو الكلمة في قلوب الناس. وهنا، يصرّ د. هراتش على أن الجمال الحقيقي لا يشيخ، فقط يتجدّد على خشبة مسرح كازينو لبنان.
